4 أغسطس 2025 - 17:29
بدء مشروع ميداني لقافلة "أسر بنات الرسول (ص)" بمشاركة نساء من جنسيات مختلفة

وأضاف: بعد مرور ١٤ قرنًا على ذلك الأسر الدامي، تشارك اليوم نساء من أنحاء العالم في هذه القافلة طوعًا، لتخوض كل واحدة منهن تجربة حسية ومختلفة، تنقل جانبًا من عظمة صمود السيدة زينب (س) إلى القلوب.

وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية - أبنا - أعلن داوود منافي‌بور، الأمين العام للمجمع العالمي لعلي الأصغر (ع)، خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الأحد، عن انطلاق مشروع ميداني جديد تحت عنوان "قافلة أسر بنات الرسول (ص)" ضمن مسيرة الأربعين، بمشاركة نساء من جنسيات مختلفة، مشيرًا إلى الأبعاد الحضارية لواقعة كربلاء.

وفي بداية حديثه، أشار منافي‌بور إلى النهضة العالمية لشيرخوارگان حسيني (الرضع الحسينيين)، ومشاركة أكثر من ٨ ملايين امرأة في هذا الحدث العالمي، مؤكدًا أن كربلاء تمثل منظومة حياة ورمزًا لبقاء هوية التشيّع حتى عصر الظهور. وأضاف: إذا كان يوم عاشوراء هو ساحة معركة سيد الشهداء (ع)، فإن الأربعين هو ميدان انتصار السيدة زينب الكبرى (س)، فهذا الأسر – بحسب ما تقوله كتب التاريخ – هو ما كسر شوكة بني أمية. لكن الكثير من أبعاد هذه المرحلة، لا سيما دور نساء وبنات الرسول (ص) في إيصال رسالة عاشوراء، لا تزال مهملة.

وأكد منافي‌بور على أن الروايات التقليدية لم تعد كافية لنقل حقيقة عاشوراء الكاملة، مضيفًا أن البعد الفني والبصري لعاشوراء ضرورة لا يمكن إنكارها في عصرنا هذا، فالعالم اليوم يجب أن لا يسمع فقط عن كربلاء، بل أن يلمسها ويرى وقائعها.

وأوضح أن الله تعالى قد استخدم وجود المرأة في كربلاء لإثبات أحقية الإمام الحسين (ع)، وتابع موضحًا تفاصيل هذا المشروع الكبير الذي ستقوده النساء: سيتم محاكاة مسار أسر أهل البيت (ع) على مدى أربعين يومًا، بمشاركة نساء متطوعات من جنسيات متعددة. وستبدأ الدعوة للتسجيل في فترة الفاطمية. وهدفنا هو عرض واقعي وموثّق للأحداث التي يمكنها أن تُكمل البُعد الحزين والمغفول من مسيرة الأربعين.

وأشار إلى أن أجزاء من هذه المحاكاة تشمل: مشاهد حرق الخيام، مسيرة رمزية للأسرى انطلاقًا من إيران (طهران)، تكبيل النساء والأطفال بالسلاسل، ركوبهم على الجمال، وجود عناصر يمثلون جنود السلطة حاملين أدوات القافلة والعتاد الحربي، ومحاكاة الازدحام الشعبي لمشاهدة الأسرى، وانتهاءً بانضمام هذه القافلة إلى مسار الزوار في كربلاء بالتزامن مع يوم الأربعين.

وأضاف: بعد مرور ١٤ قرنًا على ذلك الأسر الدامي، تشارك اليوم نساء من أنحاء العالم في هذه القافلة طوعًا، لتخوض كل واحدة منهن تجربة حسية ومختلفة، تنقل جانبًا من عظمة صمود السيدة زينب (س) إلى القلوب.

وشدد منافي‌بور على الرسالة الحضارية لهذا المشروع العملاق، وقال: إذا كانت الأربعين هي فتح السيدة زينب (س)، فإن المرأة هي صاحبة هذه الحقيقة التاريخية، وإن لم تتجلَ زينب الكبرى (س)، فلن يتحقق ظهور المهدي المنتظر (عج). فكمال الأربعين يتمثل في تبيين رسالة السيدة زينب (س).

وفي ختام المؤتمر، أعلن منافي‌بور أن المؤتمر الصحفي التكميلي لهذا المشروع سيُعقد في كربلاء المقدسة تزامنًا مع أربعين الإمام الحسين (ع)، وسيُخصص للصحفيين المحليين والأجانب، وسيتم فيه الإعلان عن بعض التفاصيل التنفيذية والنقاط المغفولة والمكملة لهذا المشروع.

يُذكر أن الدراسات والبحوث التمهيدية لهذا المشروع بدأت منذ نحو أربع سنوات ولا تزال مستمرة حتى الآن. ورغم ذلك، ونظرًا لاتساع أبعاده التنفيذية، سيتم تنفيذ جزء من التخطيط والإجراءات الميدانية ضمن فترة زمنية مكثفة خلال العام المقبل، وذلك لتهيئة الظروف اللازمة لتنفيذه الكامل في السنة القادمة.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha